فصل: قال عبد الكريم الخطيب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال عبد الكريم الخطيب:

{يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} أي يوم يأتى هذا اليوم، ويعرض فيه الناس على ربّهم، لا تملك نفس من أمرها شيئا، فلا تنطق بكلمة حتى يؤذن لها من اللّه سبحانه.. وذلك لهول الموقف، الذي تخمد فيه الأنفاس، وتخرس الألسنة.. وهم بين شقىّ وسعيد.. شقى بما حمل على ظهره من أوزار، وما قدم بين يديه من سيئات.. وسعيد بما جاء به إلى ربّه من عمل صالح يزكّيّه إيمان باللّه، وبهذا اليوم الذي هو فيه.
{فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ}.. وتلك هى حال من أحوال الذين غلبت عليهم شقوتهم، وأدانهم الدّيان في هذا اليوم المشهود.. وذلك هو بعض ما يكون لهم في هذا اليوم، وما يشهده أهل الموقف منهم..
{لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ}.. وفي تقديم الزفير وهو دفع النفس إلى الخارج، على الشهيق الذي هو أخذ النّفس إلى داخل الجوف.. وذلك على خلاف ما تتنفس الكائنات الحية، حيث تأخذ الهواء شهيقا، ثم تدفع به إلى الخارج زفيرا.. في هذا ما يكشف عن تلك الحال السيئة التي يعانيها هؤلاء الذين شقوا.. إنهم لا يتنفّسون كما يتنفّس النّاس، فيأخذون الهواء شهيقا، ويتنفسون أنفاس الحياة منه، ثم يلقونه زفيرا، بعد أن يأخذ الجسم حاجته منه.. كلا، وإنما همّهم كلّه هو أن يلقوا بهذا الهواء الذي تغلى به صدورهم، فهم في زفير متصل متقطع.. وأما الشهيق فهو نار تلظّى، لا يكاد أحدهم يأخذ جرعة منه حتى يردّها زفيرا.. ثم يعيدها شهيقا.. وهكذا: يتنفّسون نارا، من داخل صدورهم، ومن خارجها على السواء..
{خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ} أي أنهم يظلّون في هذا العذاب أبدا، لا يتحولون عنه، {ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ}.. والسماوات باقية، والأرض باقية.. فحياتهم في النّار مرتبطة ببقاء السماوات والأرض.. فهل عندهم من حيلة ليبدّلوا هذا النظام القائم؟ فليحاولوا إذن.. ولينطحوا هذا الصخر.. إن كان فيهم بقية من قدرة على أن يحرّكوا رؤسهم! {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ} لا يملك أحد معه شيئا، ولا يستطيع أحد أن ينقض من حكمه شيئا..!
{وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ}.
العطاء غير المجذوذ: أي غير الناقص.. أي عطاء كاملا، ونعمة سابغة، لا يدخل عليها ما يكدر صفوها، أو يذهب بشئ من لذاذاتها التي وجدوها في أنفسهم لها..
وهنا سؤال.. وهو: ما ذا يراد بقوله تعالى: {إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ}؟ وهل هو استثناء داخل على تأييد الخلود في النار أو في الجنة، الذي يفهم من قوله تعالى: {خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ}؟ وكيف واللّه سبحانه وتعالى يقول في أصحاب الجنة: {يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيها أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (21- 22: التوبة)؟ ويقول سبحانه في أصحاب النار: {إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا خالِدِينَ فِيها أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا} (64- 65: الأحزاب)؟
ما تأويل هذا؟ وقد جاء الخلود مؤكدا بالتأبيد، لأصحاب النار في النار، ولأصحاب الجنة في الجنة؟
والجواب- واللّه أعلم- أنه لما كان قوله تعالى: {خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ} يشعر بأن هذا الخلود، هو خلود قائم على حال واحدة، لا تتحول فيه بأهل الجنة أو النار الأحوال، ولما كان مثل هذا الخلود المطّرد على وجه واحد، هو شبيه بالعدم، لا يجد فيه المنعّم طعم النعيم، ولا يذوق منه المعذّب آلام العذاب، بعد أن يدوم ويتّصل على هذه الصورة المطردة- لما كان ذلك مما يمكن أن يفهم من قوله تعالى: {خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ}- فقد جاء قوله سبحانه: {إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ} استثناء من مفهوم الخلود المطّرد، الذي يقع تحت مشيئة اللّه، فتجرى عليه أحكام التبديل، والتحويل، الذي هو سنّة اللّه في خلقه، كما يقول الحقّ جلّ وعلا: {يَسْئَلُهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} (29: الرحمن).
وعلى هذا، فإن خلود أهل الجنة في الجنة، وخلود أهل النار في النّار ليس على صورة واحدة، لا تتغير أبدا، ولا تنتهى أبدا.. إذ لو كان ذلك لكان معناه المشاركة للّه سبحانه في دوامه الأبدى، المنزّه عن التحول والتبدّل..
ولكن خلود أهل الجنة وأهل النار، إنما هو خلود يصحبه تنقّل من حال إلى حال، على مدى الأزمان الطويلة، فتلبس أهل الجنة أحوال وصور، كما تلبس أهل النار أحوال وصور.. في رحلة طويلة على سفينة الكون السابحة في رحاب هذا الوجود..!
ومن يدرى.. فلعله يكون لأهل الجنة وأهل النار انتقال من دار إلى دار، ومن عالم إلى عالم.. هكذا في دورات وأطوار {ما دامت السموات والأرض} أي مادام هذا النظام السماوي والأرضى قائما، وهو نظام واقع تحت حكم التبدل والتحول، كما يقول سبحانه: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ} (48: إبراهيم) كما أنه واقع تحت حكم الزوال والفناء، كما يقول جل شأنه: {كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (88: القصص).
{فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ ما يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (109)}
التفسير:
بعد هذا العرض الذي حشرت فيه الآيات القرآنية الكريمة الناس إلى ربهم، وساقتهم إلى موقف الحساب والجزاء بين يديه، وسيق أهل النار إلى النار، وعذابها وبلائها، وزفّ أهل الجنة إلى الجنة، وطيباتها ونعيمها- عادت الآيات لتلقى النبي الكريم، بما وجد في مشاعره من تلك المشاهد التي شهدها ليوم القيامة، وهو أنّ للظالمين يوما عبوسا قمطريرا، وأن العاقبة للمتقين.. فيقول له الحقّ تبارك وتعالى: {فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هؤُلاءِ.. ما يَعْبُدُونَ إِلَّا كَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ}.. والمرية: الشكّ والارتياب.. وما بالنبيّ الكريم شكّ ولا ارتياب، في أنّ ما يعبده قومه هو الضلال المودي بأهله، والمورد لهم موارد الهلاك والبلاء..
ولكن هذا النهى، هو تأكيد لما في قلب النبي من إيمان بربّه، وتثبيت له على الطريق الذي هو قائم عليه، وإن لقى فيه مالقى من ضرّ وأذى! وفي الإشارة إلى المشركين من قريش بقوله تعالى: {هؤلاء} دون ذكرهم، هو تهوين لشأنهم، واستخفاف بقدرهم، إذ كانوا على هذا السخف والضلال، وإذ كانوا بحيث يعطون مقودهم لأحجار ينحتونها بأيديهم، ثم يقيمونها آلهة وأربابا عليهم! والآباء المذكورون في قوله تعالى: {ما يَعْبُدُونَ إِلَّا كَما يَعْبُدُ آباؤُهُمْ}.. قد يراد بهم آباؤهم الأبعدون، من قوم نوح، وعاد وثمود، وقوم إبراهيم وقوم لوط، وأصحاب مدين- الذين تحدثت عنهم الآيات السابقة، وكشفت عن كفرهم وضلالهم.. وقد يراد بهم آباؤهم الأولون، من قريش! فالناس هم الناس، والأجيال اللاحقة غرس الأجيال السابقة.
وعلى أي فالنّسب متصل إلى أن تضمه تلك الدائرة الكبرى التي تضم هؤلاء الآباء، قريبهم، وبعيدهم، جميعا، وتجمعهم على طريق واحد، هو طريق الكفر والضلال.
وفى قوله تعالى: {وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ} تهديد ووعيد لهؤلاء المشركين، وأنهم سيوفّون نصيبهم من العذاب، كاملا لا ينقص منه شيء. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ}
جملة: {يوم يَأتي لا تكلّم نَفْسٌ} تفصيل لمدلول جملة: {ذلك يوم مجموع له النّاس} [هود: 103] الآية، وبينت عظمة ذلك اليوم في الشرّ والخير تبعًا لذلك التفصيل.
فالقصد الأوّل من هذه الجملة هو قوله: {فمنهم شقيّ وسعيد} وما بعده، وأمّا ما قبله فتمهيد له أفصح عن عظمة ذلك اليوم.
وقد جاء نظم الكلام على تقديم وتأخير اقتضاه وضع الاستطراد بتعظيم هول اليوم في موضع الكلام المتّصل لأنّه أسعد بتناسب أغراض الكلام، والظروف صالحة لاتّصال الكلام كصلاحيّة الحروف العاطفة وأدوات الشرط.
و: {يوم} من قوله: {يوم يأتي} مستعمل في معنى (حين) أو (ساعة)، وهو استعمال شائع في الكلام العربيّ في لفظ (يوم) و(ليلة) توسّعًا بإطلاقهما على جزء من زمانهما إذ لا يخلو الزّمان من أن يقع في نهار أو في ليل فذلك يوم أو ليلة فإذا أطلقا هذا الإطلاق لم يستفد منهما إلاّ معنى (حين) دون تقدير بمدّة ولا بنهار وَلاَ لَيْلٍ، ألاَ ترى قول النابغة:
تخيّرن من أنهار يوم حليمة

فأضاف (أنهار) جمع نهار إلى اليوم.
وروي: من أزمان يوم حليمة.
وقول توبة بن الحُميّر:
كأن القلب ليلة قيل يُغدَى ** بليلي الأخيلية أو يراح

أراد ساعة، قيل: يُغدى بليلى، ولذلك قال: يغدى أو يراح، فلم يراقب ما يناسب لفظ ليلة من الرّواح.
فقوله تعالى: {يوم يأتي} معناه حين يأتي.
وضمير (يأتي) عائد إلى: {يوم مشهود} [هود: 103] وهو يوم القيامة.
والمراد بإتيانه وقوعه وحلوله كقوله: {هل ينظرون إلاّ الساعة أن تأتيهم} [الزخرف: 66].
فقوله: {يوم يأتي} ظرف مُتَعلّق بقوله: {لا تكلّم نفس إلاّ بإذنه}.
وجملة: {لا تكلم نفس} مستأنفة ابتدائية.
قدّم الظرف على فعلها للغرض المتقدم.
والتّقدير: لا تكلّم نفس حينَ يحلّ اليوم المشهود.
والضّمير في: {بإذنه} عائد إلى الله تعالى المفهوم من المقام ومن ضمير: {نؤخّره} [هود: 104].
والمعنى أنّه لا يتكلّم أحد إلاّ بإذن من الله، كقوله: {يوم يقوم الروح والملائكة صفًّا لا يتكلّمون إلاّ من أذن له الرحمن وقال صوابًا} [النبأ: 38].
والمقصود من هذا إبطال اعتقاد أهل الجاهلية أنّ الأصنام لها حقّ الشفاعة عند الله.
و: {نفس} يَعمّ جميع النفوس لوقوعه في سياق النفي، فشمل النفوس البرة والفاجرة، وشمل كلام الشافع وكلام المجادل عن نفسه.
وفُصّل عموم النفوس باختلاف أحوالها.
وهذا التفصيل مفيد تفصيل الناس في قوله: {مجموع له النّاس} [هود: 103]، ولكنّه جاء على هذا النسج لأجل ما تخلّل ذلك من شبه الاعتراض بقوله: {وما نؤخّره إلاّ لأجل معدود} [هود: 104] إلى قوله: {بإذنه} وذلك نسيج بديع.
والشقيّ: فعيل صفة مشبهة من شَقِيَ، إذا تلبّس بالشّقاء والشقاوة، أي سوء الحالة وشرّها وما ينافر طبع المتّصف بها.
والسّعيد: ضدّ الشقيّ، وهو المتلبّس بالسّعادة التي هي الأحوال الحسنة الخيّرة الملائمة للمتّصف بها.
والمعنى: فمنهم يومئذٍ من هو في عذاب وشدّة ومنهم من هو في نعمة ورخاء.
والشّقاوة والسّعادة من المواهي المقولة بالتّشكيك فكلتاهما مراتب كثيرة متفاوتة في قوّة الوصف.
وهذا إجمال تفصيله: {فأمّا الذين شقُوا} إلى آخره.
والزّفير: إخراج الأنفاس بدفع وشدّة بسبب ضغط التنفّس.
والشّهيق: عكسه وهو اجتلاب الهواء إلى الصّدر بشدّة لقوة الاحتياج إلى التنفس.
وخص بالذّكر من أحوالهم في جهنّم الزّفير والشّهيق تنفيرًا من أسباب المصير إلى النّار لما في ذكر هاتين الحالتين من التّشويه بهم وذلك أخوف لهم من الألم.
ومعنى: {ما دامت السّماوات والأرض} التأييد لأنّه جرى مجرى المثَل، وإلاّ فإنّ السّماوات والأرض المعرُوفة تضمحلّ يومئذٍ، قال تعالى: {يوم تبدّل الأرض غير الأرض والسماوات} [إبراهيم: 48] أو يراد سماوات الآخرة وأرضها.
و: {إلاّ ما شاء ربك} استثناء من الأزمان التي عمّها الظرف في قوله: {ما دامت} أي إلاّ الأزمان التي شاء الله فيها عدم خلودهم، ويستتبع ذلك استثناء بعض الخالدين تبعًا للأزمان.
وهذا بناء على غالب إطلاق: {ما} الموصولة أنّها لغير العاقل.
ويجوز أن يكون استثناء من ضمير: {خالدين} لأنّ: {ما} تطلق على العاقل كثيرًا، كقوله: {ما طاب لكم من النّساء} [النساء: 3]. وقد تكرّر هذا الاستثناء في الآية مرّتين.
فأمّا الأوّل منهما فالمقصود أنّ أهل النّار مراتب في طول المدة فمنهم من يعذّب ثمّ يعفى عنه، مثل أهل المعاصي من الموحّدين، كما جاء في الحديث: أنّهم يقال لهم الجهنميون في الجنّة، ومنهم الخالدون وهم المشركون والكفّار.
وجملة: {إنّ ربّك فعّال لما يريد} استئناف بيانيّ ناشئ عن الاستثناء، لأنّ إجمال المستثنى ينشئ سؤالًا في نفس السّامع أن يقول: ما هو تعيين المستثنى أو لماذا لم يكن الخلود عامًا.
وهذا مظهر من مظاهر التفويض إلى الله.
وأمّا الاستثناء الثاني الواقع في جانب: {الذّين سعدوا} فيحتمل معنيين:
أحدهما أن يراد: إلاّ ما شاء ربك في أوّل أزمنة القيامة، وهي المدّة التي يدخل فيها عصاة المؤمنين غير التّائبين في العذاب إلى أن يعفو الله عنهم بفضله بدون شفاعة، أو بشفاعة كما في الصّحيح من حديث أنس: يدخل ناسٌ جنّم حتى إذا صاروا كالحُمَمَة أخرجوا وأدخلوا الجنّة فيقال: هؤلاء الجهنميون.
ويحتمل أن يقصد منه التّحذير من توهّم استحقاق أحد ذلك النعيم حقًا على الله بل هو مظهر من مظاهر الفضل والرّحمة.
وليس يلزم من الاستثناء المُعلّق على المشيئة وقوع المشيئة بل إنّما يقتضي أنّها لو تعلّقت المشيئة لوقع المستثنى، وقد دلّت الوعود الإلهية على أنّ الله لا يشاء إخراج أهل الجنة منها.